كيف أثرت التكنلوجيا على المجال الاجتماعي

حيثما وجد التطور، وجدت مظاهر جديدة وأساليب متعددة ومتنوعة للحياة.

وأخذت هذه المظاهر بالتنوع مع التطور التقني الهائل، ف اختلفت الأفكار والآراء وتغيرت وجهات النظر في مواضيعٍ شتى، فمن عالمٍ بدائيٍ لا يعرف غير المأكل والمشرب والمأوى إلى عالمٍ يعيشُ أفراده كالروبوتات الصناعية لا يكلون ولا يملون ، يعملون بجدّ دائم مما جعل بلادهم كالعالم الخيالي المرسوم حيث تتوفر عليهم شتى وسائل الرفاهية والعمل اللازمة، إلا أن البعض لم يستطع استخدام هذه التقنية بالجانب الحسن الموجو منها وأخذها كوسيلة للترفيه والتسلية وهدر الوقت...فما مصير هذه الأمم؟


كيف أثرت التكنلوجيا على المجال الاجتماعي


الأثر الذي سببته التكنلوجيا للمراهق في الحياة الاجتماعية

أدَّى هذا التطور الهائل في التكنولوجيا وانتشار الهواتف المحمولة الذكيّة، إلى التأثير السلبي الكبير على علاقات الطفل أو المراهق الاجتماعية بالإضافة للتأثير على التنمية الاجتماعية للأطفال والمراهقين والبالغين، حيث بينت إِحدى الدّراسات الباحثة عن تأثير التكنولوجيا على تنمية الطفل والمراهق الاجتماعية وذلك في جامعة كاليفورنيا، أنّ المراهق والطفل الذي امتنع عن استعمال الأجهزة الذكيّة والكومبيوتر المحمول لمدَّة تصل لخمس أيام أظهر تحسُّن كبير في تحديد المشاعر المعروضة في صور عُرضت عليه أكثر من غيره من الأفراد، وبحسب ذلك فإنّ الاستعمال غير العقلاني لهذه التقنية المتطورة يمكن له أن يتسبّب في عدم إمكانية القدرة على إنشاء علاقات اجتماعية سليمة، بالتالي الميل إلى العزلة والوحدة.

هذا الطفل الذي يجب أن يلعب مع أقرانه ويشاركهم الضحكات بالأراجيح وينجز واجباته على أتمها، قد شُتت عقله في أمور لا تفيده أبداً... لا نقول الطفل فحسب فهمناك الأم التي تهمل أطفالها كي تحظى بقدر من الراحة على الإنترنت.


كيف تتغير طرق استخدام التكنلوجيا من شخص لآخر؟

معظم الأطفال والنشأة لا يجيدون الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا التطور الهائل، منهم من يرى شغفه بلعب الألعاب كالببجي وغيرها التي لا تعود عليه ولا على وطنه بنفع وإنما هدر زائد للوقت وتشتيت العقول بما ليس لهُ قيمة، ومنهم من يرى شغفه في قراءة الروايات التي يجلس الفرد ساعات متواصلة لإنهائها بحب ومتعة وسرور، ولا ننكر أن الروايات يمكن أن تغني الحيلة اللغوية للفرد وتوسع أفكاره..

بينما حظي استخدام هذا التطور الرهيب في مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تقوم مجموعة من المواقع بعرضها والاستفادة بآلاف الدولارات من جراء ه المشاهدات الكبيرة التي حققتها، وهنا الفرق بين أفراد يشاهدون وأفراد يكسبون..

ونشير إلى أن هناك العديد من الدول التي تخلق وعي للفرد ليصنع هو هذه التكنلوجيا بنفسه، فكل هذه الجوالات والحواسيب من صنع أفراد قد تمائل الشخص بمرحله العمرية ولكن تسبقه فكرياً بسبب تفكيره غير الناضج والمحدود بحصر التكنلوجيا في المجالات التي لا فائدة منها كما قلنا.


إيجابية التكنلوجيا اجتماعياً

قربت المسافات وأزالت الحدود في كل زمان ومكان، حيث مكنت الأفراد الغائبين عن بلدهم من الحديث مع أهاليهم وأصدقائهم أون لاين ، كما فتحت المجال أمامهم للإطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى وحضاراتها المتقدمة وما لها من معالم وأمجاد، ناهيك عما وفّرتهُ من سرعة وسهولة في نقل البيانات والمعلومات والتنقل السريع للأفراد والبضائع بين الدول المختلفة.

وأهم تطور شهدته هو التطور الذي أصاب مجال العملات الرقمية وأصبح التعامل بها هو الأساسي اليوم وهذه العملات تشير إلى العملة الافتراضية المشفّرة التي تمكن الفرد من شراء ما يحتاجه من بضائع وخدمات من خلال الإنترنت بكبسة زر واحدة، حيث تستعمل دفتر حسابات رقمي على شبكة الإنترنت ذو تشفير قوي لضمان وحماية المعاملات المالية عبر الإنترنت. كما يأتي هذا الاهتمام الزائد بهذه العملات نتيجة ما يُسمى بـ "التداول بالعملات الرقمية" والذي يحدث فيه بيع وشراء العملات من أجل تحقيق أهداف ربحية حقيقية.


كيف يمكننا توعية الأفراد لاستخداما التطور بشكل صحيح في المجال الاجتماعي؟

خلق الوعي الشبابي والثقافي والاجتماعي ، بتشجيع الأفراد على قراءة ومتابعة سيرة حياة الأشخاص الناجحين وذوو الأهداف كيف بدؤوا منذ انطلاقهم وإلى أين وصلوا.

كما يمكن أيضاً تقسيم الوقت جزء للتسلية وجزء للإنجاز.. وهذا هو واجب الأهل بالإشراف والمتابعة على المحتوى الذي يشاهده الأبناء وتوجيههم نحو الطريق الصحيح..

والأهم من ذلك هو مجال العمل على الإنترنت الذي يكسب الفرد الكثير من الخبرات بالإضافة للدخل المادي الذي يحصل عليه ولو كان قليل، فكثرة القليل تؤدي للكثرة.

وبهذا الشكل يكسب الفرد دخله الخاص وخبرته الواسعة بالإضافة لتأهيله للانتساب للجمعيات والجامعات واكتساب المهارات من خلال المنصات المختلفة كيوتيوب حيثُ يتوفر الكثير من الفيديوهات والقنوات والتعليمية..

وهكذا رأينا التطور الهائل الذي أصاب العالم كنقلة نوعية كبيرة وكيف أثر على الفرد كشخص لحد ذاته كونه عضو بهذا المجتمع الضخم، وبما أن العضو يشكل عمود متين من هذا البنيان فالواجب توجيهه بطرق صحيحة لاستخدام التكنلوجيا العملاقة بما.

يخدم مصلحته الشخصية أولاً ومصلحة الشعب والعالم ككل ثانياً ، كي يوضع سطر تحت اسمه في المجلات واللوحات والعالم الواسع كعضو مؤسس وفاعل أثر بشكل إيجابي وفعال في هذا التطور التقني ومثال على ذلك المؤسس مارك زوكربيرغ الشهير الذي يُسيّر العالم تحت منصته الشهيرة ذات الاسم فيس بوك والتي تحقق له الأرباح الضخمة وتجعله يسيطر على عقول العالم وأفكارهم وبنيانهم ويوجههم بالطريقة التي يعمل بها بهذا الموقع وغيره من مؤسسي التطبيقات والتكنولوجيا المختلفة، لا أن يبقى هذا الفرد عادياً تائهاً بلا فكر أو منطق أو هدف محدد ينهض به وينشلهُ من أفكاره وحياته البسيطة و الدونية.

تعليقات