جيف بيزوس والطموح الذي لا سقف له | ثاني اغنى رجل في العالم

جيف بيزوس، أحد أكثر الأسماء تداولا في الفترة الحالية في عالم المال والأعمال هو رجل أعمال أمريكي، وهو بلا شك أغنى رجل في العالم حاليا، فهو مالك ومؤسس شركة أمازون العملاقة، والرائدة في التجارة الالكترونية عالميا، هو كذلك الرئيس التنفيذي لها. غير ذلك هو صاحب مشاريع عملاقة، تحقق سنويا أرقام فلكية.


جيف بيزوس والطموح الذي لا سقف له | ثاني اغنى رجل في العالم


من هو جيف بيزوس ؟ ما هي حكايته ؟ وما هي أهم مشاريعه ؟

  • نقطة البداية

هو جيفري بريستن جورجينسن، ولد يوم 12 يناير 1964 ، بالمكسيك، والده كاين يملك متجرا صغيرا للدراجات الهوائية، وأمه كانت لازالت طالبة بالثانوية وعمرها 17 سنة ، وهو في عمر الأربع سنوات، انفصل والداه، وتزوجت أمه من مايك بيزوس، الذي تبناه وغير لقبه إلى بيزوس، بغض النظر عن طلاق والديه، فإن طفولته كانت هادئة على العموم.

 كان جيفري تلميذا متفوقا في دراسته، وظهر نبوغه بالضبط في المرحلة الثانوية، حيث برز اهتمامه بالعلوم والتكنولوجية، وفي سنة 1986 حصل بيزوس على إجازة في الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، بامتياز مع مرتبة الشرف.


  • البداية المهنية

بعد أن تخرج من جامعة برينستون، قصد بيزوس مدينة وول ستريت، حيث الطلب كان وقتها كبيرا على خريجي علوم الكمبيوتر، وهكذا التحق للعمل بعدد من الشركات.

 وكانت أول شركة عمل بها، اسمها فيتيل FITEL (كانت وقتها شركة ناشئة تهدف إلى بناء شبكة في التجارة الدولية)، استفاد بيزوس من هذه الشركة كثيرا، لكن طموحه كان أكبر، وغادرها ليلتحق بشركة أكبر، مستفيدا من التجربة المهنية التي استفاد منها قبلا، وهكذا التحق للعمل بشركة D.E. SHAW وهي شركة متخصصة في تطبيق علوم الكمبيوتر ضمن أسواق الأوراق المالية.

خلال فترة اشتغال بيزوس في D.E. Shaw، استفاد الكثير وتعلم وفهم أن الأنترنيت هو المستقبل، وقتها خطرت بباله الفكرة التي غيرت حياته تماما، حيث كان قد فهم بأن بيع المنتجات عبر الأنترنيت له آفاق نجاح لا محدودة، وهكذا كان قرار مغادرة الشركة والبدء في مشروعه الشخصي.


  • أمازون العملاقة : البداية كانت فكرة

ترك بيزوس العمل لدى الشركات، وقرر العمل لدى نفسه، حيث أنشأ متجرا على الأنترنيت، لبيع الكتب والأقراص المدمجة، مقره هو غرفة نومه، وكان قد وضع قائمة أولية بالمنتجات وعرضها للبيع في أحد المواقع على الأنترنيت.

عمليات البيع كانت جد بطيئة في البداية، على الخصوص الأقراص المدمجة، ولهذا قرر بيزوس الاستقرار على بيع الكتب فقط، حيث كان يعرض مجموعة كبيرة جدا من العناوين. وما كان يساعده في البداية، أنه لم يكن مضطرا لدفع الضرائب على الكتب التي يعرضها للبيع، بسبب عدم وجودها بشكل مادي، وكانت هذه أهم الميزات التي ساعدته في بداية عمله بالأنترنيت.

اختار بيزوس في البداية، أسماء مختلفة لشركته منها : Cadabra، MakeItSo.com و aard.com، وأخيرا استقر رأيه على اسم أمازون، نسبة إلى أحد أطول الأنهار في الأرض، وبالتالي كان موقعه الرسمي هو Amazon.com .

افتتح الموقع رسميا يوم 16 يوليو 1995، وذلك بعد أن قام بتجربته حوالي 300 مستخدم. مدة بعد ذلك بدأ الموقع الجديد يحقق انتشارا جيدا عبر جميع الولايات الأمريكية، كما أنه انتشر كذلك في أكثر من 40 بلدا.

في سبتمبر 1995، حققت مبيعات الموقع رقما مهما جدا وهو 200,000 دولار في الأسبوع.

ما زاد من قوة الموقع، هو أن بيزوس كان يهتم كثيرا بكسب ثقة عملائه فيه وفي الموقع، حيث كان يحرص على أن تكون كل معاملاته عالية المصداقية.

كان همه الكبير، أن تكبر مكتبته الإلكترونية، وتتفوق على باقي المكتبات المنافسة، وكان أكبر منافس لأمازون وقتها هو بارنز آند نوبل Barnes & Noble. الشركة التي حققت رقما مهولا سنة 1996، حيث قدرت مبيعاتهم بـ 2 مليار دولار، متفوقين على أمازون بحوالي 16 مليون دولار. في تلك الفترة، كانت هناك محاولة بين الشركتين لأجل التعاون، لكنها فشلت بسبب الاختلاف في وجهات النظر.

فترة قصيرة بعد ذلك، وبعد النجاح الكبير الذي بدأت تحققه الشركة، بدأت في تطوير معاملاتها ونظم معلوماتها، حيث قامت الشركة بتصميم نظام لتحميل المعلومات، يهم بطاقات ائتمان العملاء وعناوين الشحن، كما قام خبراء الشركة، بتنفيذ عملية شراء عن طريق كبسة زر واحدة.

بفضل هذه التطويرات، حصلت الشركة، على براءة اختراع ثم استخدامها ضد أحد منافسيهم بارنز آند نوبل، كما ثم استخدامها كوسيلة لمحاولة القضاء على المنافس الجديد الذي ظهر في سوق الأنترنيت منتصف سنة 1998 وهو eBay.com.


المنافسة الشديدة بين أمازون وإيباي

منذ ظهورها في الساحة سنة 1998، أصبحت إيباي تعتبر منافسا شرسا لأمازون، حيث كانت تعرض منتجات متنوعة، لاقت إقبالا كبيرا وحققت أرقاما مهمة، حيث أن المنصة كانت مفتوحة لمئات الباعة من مختلف أنحاء العالم، ليعرضوا فيها منتجاتهم المتنوعة.

ظهور المنافس الجديد، دفع بيزوس للتفكير في آليات جديدة لأجل التطور أكثر، وكانت البداية هي إدخال تقنية المزاد في الموقع سنة 1999.


التوسع السريع لموقع أمازون

بغرض التوسع والتفوق على المنافسين، عقد بيزوس بصفته رئيسا لأمازون مئات الشراكات مع تجار التجزئة من مختلف أنحاء العالم، كما قامت أمازون بتنظيم فرع تابع لها بعنوان خدمات أمازون وهذا الفرع هو الذي سمح للعملاء بطلب البضائع من مواقع ذات علامات تجارية مشتركة منها “بوردرز”و “تويز آر أس”.

سنة 2003، أطلقت أمازون محرك البحث التجاري لأول مرة، مع التركيز على مواقع التجارة الإلكترونية، كما أشرف بيزوس بنفسه على افتتاح متجر لبيع السلع الرياضية عبر الإنترنت، وهذا المتجر في بدايته كان يقدم حوالي 3000 علامة تجارية مختلفة.

في السنوات العشر التالية، أطلق الموقع في كل من إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، كندا واليابان .

سنة 2006، أشرف جيف بيزوس على إطلاق خدمات أمازون ويب التي تضمنت مجموعة واسعة من الخدمات : الحوسبة العالمية، قاعدة بيانات، التخزين، تطبيقات، تحليلات، وخدمات النشر. لكن القفزة المهمة لشركة أمازون كانت سنة 2007 بعد تقديم سلسلة من القارئات الإلكترونية تحت اسم أمازون كيندل Amazon Kindle وهي كانت بمثابة ابتكار في مجال تطوير التكنولوجيا، حيث أصبحت مساهما عالميا في إنشاء سوق الكتب الإلكترونية دوليا، وقد ساعد هذا التطوير على تأمين 95٪ من السوق الأمريكي للكتب، لحين ظهور منافس كبير ومهم سنة 2010 بدخول جهاز آي باد iPad للأسواق العالمية .


بلو أوريجن Blue Origin

طموحات بيزوس، لم تقف عند أمازون، في سنة 2004 قام بتأسيس شركة طيران أطلق عليها اسم بلو أوريجين، هدفها الأول كان هو تطوير تكنولوجيا جديدة للرحلات الفضائية، وذلك بهدف إقامة “وجود إنساني دائم في الفضاء الخارجي”.

بلو أوريجن تمتلك منشأة خاصة لإطلاق الصواريخ في غرب ولاية تكساس.

وفي 24 نوفمبر 2015، تمكنت الشركة من إرسال صاروخ إلى الفضاء والعودة بنجاح، والهدف من هذه التجربة كان هو اختبار مركبة فضائية جديدة تدعى شيبرد New Shepard، هدفها هو تنظيم سفريات إلى الفضاء بأسعار تنافسية.


واشنطن بوست Washington Post

سنة 2013، اشترى بيزوس جريدة واشنطن بوست، في صفقة بلغت قيمته 250 مليون دولار. وقتها قال دونالد جراهام، رئيس مجلس إدارة الشركة والرئيس التنفيذي لها : “كان بإمكان الجريدة البقاء تحت ملكية الشركة، لكننا أردنا أن نفعل أكثر من مجرد بقائنا على قيد الحياة”. وقد أكّد بيزوس أنه لن يسعى لتغيير قيم واشنطن بوست العريقة، لكنه سيعمل على تطويرها مستقبلا أكثر.

في عز أزمة كورونا، والحجر الصحي الذي عرفته مناطق شاسعة من العالم، حيث تضررت تقريباً كل القطاعات في العالم، التجارة الإلكترونية عرفت انتعاشا كبيرا، لكن موقع أمازون كان هو الموقع الذي عرف أعلى معدلات مبيعات في العالم، وبالتالي كان لجائحة كورونا الفضل في تضاعف ثروة جيف بيزوس، بحيث تحول في تلك الفترة، إلى أغنى رجل في العالم.

تعليقات