بين العمل الحر عبر الانترنت والوظيفة العادية, أيهما تختار!

إن كنت مبتدئ في العمل عبر الانترنت أو حتى تفكر في البدء فيجب عليك معرفة إيجابيات وسلبيات العمل الحر عبر الانترنت ؛ لأن العديد من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي يصورون العمل عبر الانترنت وكأنه صنبور أموال بمجرد أن تبدأ فيه سيدر عليك الربح الكثير, والحقيقة غير ذلك تماماً , حيث تتعدد المزايا والعيوب لكل وظيفة مهما كانت. وإن كنت من أصحاب الوظيفة الاعتيادية فيجب عليك قراءة المقال التالي حتى تفهم ما هو العمل الحر عبر الانترنت ولربما تغير وظيفتك كلياً بعدها .


بين العمل الحر عبر الانترنت والوظيفة العادية, أيهما تختار!


  • اعمل في الوقت والمكان المناسبين لك

يعتبر العمل الحر عبر الانترنت وسيلة لكسب الرزق حتى من المنزل. أحياناً قد تستيقظ من نومك غير مؤهل للتعامل مع البشر أبداً , قد تكون مررت بليلة سيئة ومزاجك متعكر جداً , وقد تكون مريضاً وتحتاج لفترة نقاهة .. والعديد من الأسباب التي قد تقف بينك وبين النزول من المنزل في الأساس. إن كنت في وظيفة من الوظائف العادية , فلن ينفع معك أمر الراحة بتاتاً وستضطر إلى الخروج للعمل والتعامل مع الناس , أو حتى أخذ إجازة مما يؤدي إلى نقص في راتبك.

أما إن كنت تعمل كمستقل عبر الانترنت فلن تتأزم في التوقف عن العمل ليومين أو حتى أخذ الإجازة التي تناسبك , فالعمل عبر الانترنت يتسم بمرونة المكان والزمان الذي تعمل فيهما. ويمكنك أيضاً أن تعمل حراً عبر الانترنت من أي مكان تريد سواء في منزلك أو في السيارة أو حتى في مطعم ؛ لأن كل ما تحتاجه فقط هو هاتف نقال أو حاسوب صغير وشبكة إنترنت !.


  • أنت المدير والمتحكم بنفسك

وتحمل هذه العبارة المعنى الإيجابي والمعنى السلبي أيضاً.


  • أولا : الجانب الإيجابي

إن كنت عاجزًا عن تحمّل عميلٍ فظّ وقليل الذوق، فكيف بمديرٍ فظ؟ للأسف ، لا يتقن بعض المدراء التعامل مع السلطة التي يمنحها إياهم موقعهم ؛ لذا يميلون غالبًا لتحويل حياتك - كموظف عندهم- إلى جحيم لا تخرج منه أبداً إلا باستقالتك !

كشخص يعمل حراً عبر الانترنت ، لن تقيّدك سلطة أحد .. يُخطئ البعض في الاعتقاد بأن للعامل الحر (ألف) مدير، ويقصدون بهذا أصحاب المشاريع التي يعمل عليها . لكن الحقيقة أن مفهوم المدير في الوظيفة التقليدية يختلف كليًا عنه في العمل حراً عبر الانترنت .

ففي الأخير، أنت لست مُضطرًا للانصياع إلى أوامر شخص يتحكم فيك و لا تفهم المغزى منها ، وتساعدك على ذلك طبيعة العمل الحرّ عبر الانترنت المرنة ، حيث يتفهم صاحب العميل أن خبرتك في المجال ربما تفوق خبرته ، مما يجعل كل نقطة في المشروع مطروحةً للنقاش عند اختلاف وجهات النظر .


  • ثانيا : الجانب السلبي

في العمل الحرّ، أنت مُجبر على التعامل مع مختلف العملاء - باختلاف أفكارهم وأمزجتهم – بلطف ، وإلا هدمت علامتك التجارية الشخصية في غمضة عين .. على سبيل المثال ، إن كنت تعمل في شركة وأتى لك زبون غاضب قد تحيله إلى المدير بكل بساطة , لكن في العمل الحر عبر الانترنت يجب عليك احتواء الموقف وتهدئة العميل والبقاء لطيفاً إلى آخر دقيقة !.


  • الشعور بالوحدة

حتى لو لم نكن دائمًا نحب زملائنا في العمل، إنما كنا قادرين -بفضلهم- على اقتناص بعض لحظات التفاعل الإنساني. فإن كنت مستقل يعمل حراً عبر الانترنت , فأنت تتعامل يومياً مع مجرد آلات وحروف وكلمات. خصوصاً إن كنت شخصاً انطوائياً , فستنعزل بذلك عن الكوكب كله!

لربما الأمر عادي بالنسبة للناس الاجتماعية التي لا تشعر بالوحدة بسبب وجود أصدقاء في حياتها أو زوج\زوجة وأولاد .. لكن إن كنت وحيد فإن احتجت الحديث مع أي شخص فلن تجد . غير أن مهاراتك الاجتماعية في التعامل مع البشر الحقيقيون ستبدأ بالزوال تدريجياً إن عزلت نفسك مع جهاز الكمبيوتر الخاص بك لمتابعة عملك الحر عبر الانترنت لساعات طويلة دون التعامل مع جنس مخلوق واحد .


  • الدخل الغير ثابت

يرجع السبب في ذلك إلى طبيعة سوق العمل الحر عبر الانترنت والتي تعتبر مختلفة وتعتمد على مهارة صاحب العمل الحر في تسويق نفسه بالدرجة الأولى . على سبيل المثال ، في الأسواق التقليدية يعتمد المشتري على صيت العلامة التجارية الذائع ومراجعات العملاء السابقين في اتخاذ قرار الشراء وتقييماتهم للسلعة . بينما يُضاف للأشياء السابقة في سوق العمل الحر عبر الانترنت قدرة البائع على إقناع العميل باحترافية خدماته وجودتها وتلبيتها متطلباته كمشتري والسرعة والدقة في تنفيذها حتى يشتري منه.


العمل الحر عبر الانترنت أم الوظيفة؟

وفيما يلي نستعرض لك عزيزي القارئ مقارنة لمميزات كل واحد منهما حتى تقرر ما المناسب لك:


  • أولا : الوظيفة
  1. تعتبر الوظيفة استقراراً مادياً حيث أنك تعرف تماماً دخلك الشهري والسنوي وهذا مطمئن نوعاً ما.
  2. ستعمل تحت مسمى محدد أي أنك تعلم أنك طبيب أو مهندس أو أياً كان من المهام والوظائف الثابتة .. لك مهام محددة وتعلم ما لك وما عليك وهذه ميزة لا تتوفر في العمل الحر عبر الانترنت.
  3. بجانب المناسبات والعطلات الرسمية غير مخصومة الأجر , فسيكون لك على الأقل يوم واحد أو يومين إجازة في الاسبوع.
  4. يمكنك الحصول على راتب إضافي من خلال عمل إضافي بعد الظهر , فغالباً إن كنت من أصحاب الوظيفة الثابتة فلك دوام محدد مدته من 8 إلى 9 ساعات تقريباً وباقي اليوم ملك لك كلياً.
  5. عندما تصل إلى سن ال60 أو تقاعدت قبلها حتى فأنت مازال لديك راتب شهري ثابت من الحكومة والذي لا تجده في العمل الحر عبر الانترنت.
  6. إن كنت من محبي الروتين , فهنيئاً لك الوظيفة الثابتة فهي تعتبر روتينية تماماً إلا في بعض المجالات.

  • ثانياً : العمل الحر عبر الانترنت
  1. يمكنك أن تختار في أي مجال تحب أن تعمل ومسموح لك أن تتعدد بالمجالات التي تعمل بها عبر الانترنت ومختلف المواقع.
  2. يمكنك العمل من أي مكان تريد لأنه كما ذكرنا سابقاً لن تحتاج سوى الانترنت وجهازك الخاص.
  3. ستفتقر للتأمين الصحي لكن يمكنك العلاج في أحسن المستشفيات إن كنت ذو عمل حر عبر الانترنت مربح جداً.
  4. ستكون لك الحرية الكاملة في عمل ما تحب وقتما تحب حيثما تحب.
  5. ستكون أنت مدير نفسك فلن تحتاج لطلب إذن المغادرة أو طلب إجازة مرضية من مديرك.
  6. الربح سيكون وفيراً جداً خصوصاً إن كان عملك الحر عبر الأولاين يدر لك نوعاً من الدخل السلبي الذي يدر أرباحاً مهولة.
  7. لن يكون عليك تضييع الوقت في المواصلات العامة خاصة إن كان خيار الوظيفة الاعتيادية بعيد المدى أو في محافظة أخرى.

  • الخلاصة

لك حرية الاختيار بين العمل الحر عبر الانترنت والوظيفة الاعتيادية .. لكن تذكر أن العمل الحر عبر الانترنت هو المستقبل , حيث يتجه العالم الآن للأعمال عبر الانترنت سواء في أزمات مثل أزمة فيروس كورونا أو حتى في الأيام العادية. وسيتجه العالم نحو تطور أسرع مستقبلاً ؛ لذلك أنت بحاجة لتحديد أولوياتك والاستقرار على النوع الأفضل من الوظيفة لك. لكن ما المانع في تجربة العمل الحر عبر الانترنت بجانب الوظيفة الاعتيادية وبذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد !.

تعليقات